فصل: 12- الكتاب:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.9- الضلال:

الضّلال: الحيرة والعدول عن الحق والطريق، يقال: ضلّ عن الحق، كما يقال: ضل عن الطريق. ومنه قوله تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى (7)} [الضحى: 7].
والضلال: النسيان. والنّاسي للشيء عادل عنه وعن ذكره، قال اللّه تعالى: {قالَ فَعَلْتُها إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20)} [الشعراء: 20]. أي: النّاسين. وقال: {أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى} [البقرة: 282] أي: إن نسيت واحدة ذكّرت الأخرى.
والضلال: الهلكة والبطلان، ومنه قوله تعالى: {وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ} [السجدة: 10]. أي: بطلنا ولحقنا بالتراب: ويقال: أضلّ القوم ميّتهم، أي: قبروه.
قال النابغة:
وآب مضلّوه بعين جليّة

أي: قابروه.

.10- الإمام:

الإمام: أصله ما ائتممت به. قال اللّه تعالى لإبراهيم: {إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمامًا} [البقرة: 124]. أي: يؤتمّ بك، ويقتدى بسنّتك.
ثم يجعل الكتاب إماما يؤتم بما أحصاه. قال اللّه عز وجل: {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ} [الإسراء: 71] أي: بكتابهم الذي جمعت فيه أعمالهم في الدنيا.
وقال: {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ} [يس: 12] يعني: كتابا، أو يعني: اللّوح المحفوظ.
وقد يجعل الطريق إماما، لأنّ المسافر يأتم به ويستدل. قال اللّه تعالى: {وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ} [الحجر: 79] أي: بطريق واضح.

.11- الصلاة:

الصلاة: الدعاء. قال اللّه تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} [التوبة: 103].
أي: ادع لهم، إنّ ذلك مما يسكّنهم وتطمئن إليه قلوبهم وقال: {وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَواتِ الرَّسُولِ} [التوبة: 99] يعني: دعاءه.
وقال الأعشى يذكر الخمر والخمّار:
وقابلها الرّيح في دنّها ** وصلّى على دنّها وارتسم

أي: دعا لها بالسلامة من الفساد والتغيّر.
والصّلاة من اللّه: الرحمة والمغفرة. قال اللّه تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} [الأحزاب: 56]. وقال: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ} [الأحزاب: 43] وقال: {أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ} [البقرة: 157] أي: مغفرة.
وقال النبي، صلّى اللّه عليه وسلم: «اللهم صلّ على آل أبي أوفى» يريد: ارحمهم واغفر لهم.
والصلاة: الدين. قال تعالى حكاية عن قوم شعيب: {أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا} [هود: 87]، ويقال: قراءتك.

.12- الكتاب:

أصل الكتاب: ما كتبه اللّه في اللّوح مما هو كائن.
ثم تتفرع منه معان ترجع إلى هذا الأصل. كقوله: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} [المجادلة: 21] أي: قضى اللّه ذلك وفرغ منه.
وقوله: {لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا} [التوبة: 51] أي: ما قضى اللّه لنا.
وقوله: {لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ} [آل عمران: 154] أي: قضي، لأنّ هذا قد فرغ منه حين كتب.
ويكون كتب بمعنى فرض، كقوله: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ} [البقرة: 178] أي: فرض. و{كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ} [البقرة: 180] {ووَقالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ} [النساء: 77] أي: فرضت. ويكون كتب بمعنى جعل، كقوله: {كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ} [المجادلة: 22].
وقوله: {فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: 53]. وقال: {فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} [الأعراف: 156].
وتكون كتب بمعنى أمر، كقوله: {ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} [المائدة: 21]، أي: أمركم أن تدخلوها.
ويقال: كتب هاهنا أيضا: جعل. يريد ادخلوا الأرض التي كتبها اللّه لولد إبراهيم، عليه السلام، أي: جعلها لهم.

.13- السبب والحبل:

السّبب أصله: الحبل.
ثم قيل لكل شيء وصلت به إلى موضع، أو حاجة تريدها: سبب.
تقول: فلان سببي إليك، أي وصلني إليك. وما بيني وبينك سبب، أي آصرة رحم، أو عاطفة مودّة. ومنه قيل للطريق: سبب، لأنّك بسلوكه تصل إلى الموضع الذي تريده، قال عز وجل: {فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85)} [الكهف: 85] أي: طريقا.
وأسباب السماء: أبوابها، لأن الوصول إلى السماء يكون بدخولها. قال اللّه عز وجل- حكاية عن فرعون: {لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ أَسْبابَ السَّماواتِ} [غافر: 36، 37].
وقال زهير:
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ** ولو نال أسباب السّماء بسلّم

وكذلك الحبل، قال اللّه عز وجل: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ} [آل عمران: 103] أي:
بعهد اللّه أو بكتابه، يريد: تمسكوا به، لأنه وصلة لكم إليه وإلى جنّته.
ويقال للأمان أيضا: حبل، لأنّ الخائف مستتر مقموع، والآمن منبسط بالأمان متصرّف، فهو له حبل إلى كل موضع يريده.
قال اللّه تعالى: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ} [آل عمران: 112] أي: بأمان.
وقال الأعشى:
وإذا تجوّزها حبال قبيلة ** أخذت من الأخرى إليك حبالها

وأما قول امرئ القيس:
إنّي بحبلك واصل حبلي ** وبريش نبلك رائش نبلي

فإنه يريد: إنّي واصل بيني وبينك.
وأصل هذا يكون في البعيرين: يكونان مفترقين وعلى كل واحد منهما حبل، فيقرنان بأن يوصل حبل هذا بحبل هذا.
وقال أبو زبيد يذكر رجلا سرى ليلة كلها:
ناط أمر الضّعاف فاجتعل اللّيـ ** ـل كحبل العاديّة الممدود

يريد: أن مسيره اتصل الليل كلّه، فكان كحبل ممدود.

.14- الظلم:

أصل الظلم في كلام العرب: وضع الشيء في غير موضعه.
ويقال: من أشبه أباه فما ظلم، أي: فما وضع الشّبه غير موضعه.
وظلم السّقاء: هو أن يشرب قبل إدراكه.
وظلم الجزور: أن يعتبط، أي ينحر، من غير علّة.
وأرض مظلومة: أي حفرت وليست موضع حفر.
ويقال: الزم الطريق ولا تظلمه، أي: لا تعدل عنه.
ثم قد يصير الظلم بمعنى الشّرك، لأنّ من جعل للّه شريكا: فقد وضع الرّبوبيّة غير موضعها. يقول اللّه سبحانه: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]، وقال: {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82]، أي: يشرك.
ويكون الظلم: النّقصان، قال اللّه تعالى: {وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [البقرة: 57] أي ما نقصونا.
وقال: {آتَتْ أُكُلَها وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا} [الكهف: 33] أي لم تنقص منه شيئا. ومنه يقال: ظلمتك حقّك، أي: نقصتك. ومنه قوله تعالى: {وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا} [مريم: 60] {ولا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا} [يس: 54].
ويكون الظلم: الجحد، قال اللّه تعالى: {وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِها} [الإسراء: 59] أي: جحدوا بأنّها من اللّه تعالى.
وقال: {بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ} [الأعراف: 9]، أي يجحدون.

.15- البلاء:

أصل البلاء: الاختبار، قال اللّه جل وعلا: {وَابْتَلُوا الْيَتامى حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا} [النساء: 6]، أي: اختبروهم. وقال: {إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ (106)} [الصافات: 106]، يعني: ما أمر به إبراهيم من ذبح ابنه، صلوات اللّه عليهما.
وقال: {وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ} [الأعراف: 168]، أي اختبرناهم.
ثم يقال للخير: بلاء، وللشر: بلاء، لأنّ الاختبار الذي هو بلاء وابتلاء يكون بهما. قال اللّه تعالى {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأنبياء: 35]، أي نختبركم بالشر، لنعلم كيف صبركم؟ وبالخير، لنعلم كيف شكركم؟.
{فتنة} أي اختبارا. ومنه يقال: اللهم لا تبلنا إلا بالتي هي أحسن. أي لا تختبرنا إلا بالخير، ولا تختبرنا بالشر.
يقال من الاختبار: بلوته أبلوه بلوا، والاسم بلاء. ومن الخير: أبليته أبليه إبلاء ومنه يقال: يبلى ويولي. قال زهير:
فأبلاهما خير البلاء الذي يبلو

أي: خير البلاء الذي يختبر به عباده.
ومن الشر: بلاه اللّه يبلوه بلاء. قال اللّه عز وجل: {وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} [البقرة: 49]، أي: نعمة عظيمة.
{وَآتَيْناهُمْ مِنَ الْآياتِ ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ (33)} [الدخان: 33]، أي: نعم بيّنة عظام.

.16- الرجز والرجس:

الرّجز: العذاب. قال اللّه تعالى- حكاية عن قوم فرعون: {لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ} [الأعراف: 134] أي العذاب.
ثم قد يسمّى كيد الشيطان: رجزا، لأنّه سبب العذاب. قال اللّه تعالى: {وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ} [الأنفال: 11].
والرجس: النّتن.
ثم قد يسمّى الكفر والنفاق: رجسا، لأنّه نتن. قال اللّه تعالى: {فَزادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ} [التوبة: 125]، أي: كفرا إلى كفرهم، أو نفاقا إلى نفاقهم.
وقال اللّه تعالى: {وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ} [يونس: 100].
وقال اللّه عز وجل: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5)} [المدثر: 5]، يعني الأوثان، سمّاها رجزا- والرّجز: العذاب- لأنها تؤدّي إليه.

.17- الفتنة:

الفتنة: الاختبار، يقال: فتنت الذهب في النّار: إذا أدخلته إليها لتعلم جودته من رداءته. وقال تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [العنكبوت: 3]. أي: اختبرناهم. وقال لموسى عليه السلام: {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} [طه: 40]. ومنه قوله: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ (23)} [الأنعام: 23] أي: جوابهم، لأنهم حين سئلوا اختبر ما عندهم بالسؤال، فلم يكن الجواب عن ذلك الاختبار إلا هذا القول.
والفتنة: التعذيب. قال: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ} [البروج: 10] أي عذّبوهم بالنار.
وقال عز وجل: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13)} [الذاريات: 13] أي يعذبون. {ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ} [الذاريات: 14] أي يقال لهم: ذوقوا فتنتكم، يراد هذا العذاب بذاك.
وقال عز وجل: {فَإِذا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللَّهِ} [العنكبوت: 10] أي: جعل عذاب الناس وأذاهم كعذاب اللّه.
والفتنة: الصدّ والاستزلال. قال اللّه عز وجل: {وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ} [المائدة: 49]، أي: يصدّوك ويستزلوك. وقال اللّه تعالى: {وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ} [الإسراء: 73]، وقال: {ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ (162) إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ (163)} [الصافات: 162، 163] أي: صادين.
والفتنة: الإشراك والكفر والإثم، كقوله: {وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ} [البقرة: 193]، أي: شرك.
وقال: {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} [البقرة: 191] يعني الشرك. وقال: {أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا} [التوبة: 49] أي: في الإثم.
وقال: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ} [النور: 63]، أي: كفر وإثم.
وقال: {وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ} [الحديد: 14] أي: كفرتم وآثمتموها.
والفتنة: العبرة، كقوله: {رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [يونس: 85] وفي موضع آخر: {لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا} [الممتحنة: 5] أي: يعتبرون أمرهم بأمرنا، فإذا رأونا في ضرّ وبلاء ورأوا أنفسهم في غبطة ورخاء- ظنّوا أنهم على حق، ونحن على باطل.
وكذلك قوله: {فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ} [الأنعام: 53].

.18- الفرض:

الفرض: وجوب الشيء.
ويقال: فرضت عليك كذا، أي: أوجبته. قال اللّه تعالى: {فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ} [البقرة: 197] أي: أوجبه على نفسه. وقال: {فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ} [البقرة: 237] أي: ألزمتم أنفسكم. وقال: {قَدْ عَلِمْنا ما فَرَضْنا عَلَيْهِمْ فِي أَزْواجِهِمْ} [الأحزاب: 50] أي: ألزمناهم، ومنه قوله في آية الصدقات بعد أن عدّد أهلها: {فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ} [النساء: 11] وقيل للصلاة المكتوبة: فريضة. وقيل لسهام الميراث: فريضة.
وقال: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ} [التحريم: 2] أي: أوجب لكم أن تكفّروا إذا حلفتم.
وبعض المفسرين يجعلها بمعنى: بيّن لكم كيف تكفّرون عنها. قال: ومثلها: {سورة أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها} [النور: 1] أي: بينّاها.
وقد يجوز في اللغة أن يكون فرضناها: أوجبنا العمل بما فيها.
وقال: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ} [القصص: 85].
قال المفسرون: فيه أنزل عليك القرآن.
وقد يجوز في اللغة أن يكون أوجب عليك العمل بما فيه.
وقال: {ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ} [الأحزاب: 38].
قال المفسرون: فيما أحل اللّه له.
وقد يجوز في اللغة أن يكون: ما أوجب له من النكاح، يعني: نكاح أكثر من أربع.